أخبار دولية
سلسلة محاضرات جامعة تافتس
PrintEmail This Page
مادلين أولبرايت : السلام الموعود
 


السيدة مادلين أولبرايت: أؤمنبقوة المنطقن والقدرة على تحقيق التقدم، والوعد بتحقيق السلام

 

السيد نجاد عصام فارس: إنّ الهدف من دعم هذه المحاضرة هو تعزيز التفهم والصداقة حيال الشرق الأوسط



السيدة مادلين أولبرايت محاطة بعائلة السيد عصام فارس والسيد باكو


خُطاب السيدة أولبرايت:

استؤنفت يوم أمس الاول في جامعة تافتس في بوسطن سلسلة محاضرات عصام فارس السنوية بخطاب قوي اللهجة القته وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت دعت فيه الى مراجعة جذرية للسياسة الاميركية في الشرق الاوسط، تخرج الولايات المتحدة من مأزقها المأساوي في العراق، وتحيي دورها كوسيط نزيه لتحقيق السلام بين العرب واسرائيل، وتعيد للبنان سيادته وتمنع استخدام اراضيه كساحة لصراع الاخرين. كما استؤنفت بكلمة القاها نجاد فارس، نيابة عن والده نائب رئيس الوزراء السابق عصام فارس شدد فيها على أهمية استعادة لبنان لدوره كصوت ليبرالي ديموقراطي في منطقة الشرق الاوسط المضطربة. واشار نجاد فارس الى ان لبنان بتعدديته وبتركيبته الطائفية هو صورة مصغرة للشرق الاوسط، وان تقدمه وازدهاره "يتوقفان على حل المشاكل الاقليمية التي تحيط به" وتابع: "يردد والدي دائما ان السلام لا يتحقق بالتقسيط او بالتجزيء. بل السلام يجب ان يكون شاملا، او لن يكون هناك سلام" واضاف، " واذا لم تشعر الدول الاقليمية انها مرتاحة الى حد ما، سوف تبقى هناك جماعات او عناصر مستعدة لخلق الفوضى".

وفاق عدد الحضور 3 الاف شخص من طلاب واساتذة ومن المعنيين بلبنان وقضايا المنطقة.وتحولت سلسلة محاضرات عصام فارس التي بدأت فى 1994 الى مناسبة سنوية لنقاش هادئ وجدي لقضايا الشرق الاوسط. وعبر السنوات الماضية تحدث فيها الرؤساء جورج بوش الاب وبيل كلينتون والرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر ووزراء الخارجية السابقين جيمس بيكر وكولن باول والسناتور هيلاري رودام كلينتون والسناتور السابق جورج ميتشل وغيرهم.

ونوه نجاد فارس بدور هذه المحاضرات بتوفير طريق يؤدي الى شرق اوسط خال من ذلك النوع من النزاعات والاضطرابات التي خيمت على المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي ترحيبه بأولبرايت، اشاد نجاد فارس بقرارها في 1997 بالغاء حظر السفر الى لبنان الذي كان مفروضا أنذاك، والذي كان بداية لاطول فترة من الاستقرار والازدهار الاقتصادي التي عرفها لبنان منذ السبعينات. واذا رأى نجاد فارس ان حل النزاع العربي-الاسرائيلي لن يخلص الشرق الاوسط من جميع مشاكله، الا انه اعتبر ان ذلك شرطا ضروريا لكي تحظى الولايات المتحدة بالتعاون العربي-الاسلامي الصادق لحل المشاكل الاقليمية الاخرى مثل العراق. وشدد على انه لن يكون هناك أي حل للنزاع العربي-الاسرائيلي دون مشاركة أميركية.
وذّكرت أولبرايت الحضور بان الرئيس جورج بوش الاب الذي تحدث في سلسلة المحاضرات ذاتها قبل غزو العراق باسابيع لم يبرر الغزو؛ لا بل شرح الاسباب التي دفعته لكي لا يحتل العراق في 1991. واضافت ساخرة " هناك دروس من تلك المحاضرة أولها ان الاولاد يجب ان يستمعوا لنصائح أهلهم، وثانيها ضرورة معرفة التاريخ".وتحدثت أولبرايت بمرارة عن الثمن الباهظ لغزو العراق، والذي يشمل الاف الضحا يا وكيف ان الغزو هدد تحالفات اميركا العالمية، وادى الى تقوية تنظيم القاعدة واضر بسمعة ومكانة اميركا، ودفع بالناس للخلط بين الديموقراطية وبين فرضها بالقوة.وقالت اولبرايت ان قوات الجيش الاميركي تجد نفسها الان وسط حرب اهلية، وان بقاءها هناك سيصبح بمثابة كارثة اذا لم يؤد الى تغيير جذري في الاوضاع على الارض، وفي هذه الحالة يجب سحب القوات. وبعد ان أيدت اولبرايت توصيات فريق بيكر-هاملتون، اضافت ان الحل في العراق يجب ان يتحقق عبر الوسائل السلمية.

واثنت اولبرايت على مشاركة اميركا في مؤتمر دول الجوار في العراق في نهاية الاسبوع الجاري بحضور دول من بينها ايران وسوريا، واشارت بالتحديد الى أهمية مشاركة ايران. وانتقدت اولبرايت بقوة سياسات ومواقف الرئيس محمود احمدي نجاد، ولكنها حذرت من التورط في حرب ضد ايران قائلة" يجب ان تركز الولايات المتحدة على كيفية تحقيق السلام وليس على تبرير حرب اخرى". كما حذرت من التورط في النزاع الشيعي-السني في المنطقة. وفي هذا السياق رفضت أولبرايت طروحات تقسيم العراق لان ذلك سيخلق اضطرابات اقليمية.

ودعت اولبرايت الى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش بسلام مع اسرائيل، وقالت انه لن يحدث أي تقدم في هذا المجال من خلال العنف. كما رفضت اولبرايت اطروحة صدام الحضارات، وان رأت ان هناك معركة افكار وقيم بين قوى مختلفة في المنطقة واميركا.
 

جمهور غفير يحضر هذه المحاضرة المميزة في جامعة تافتس

كلمة السيد نجاد عصام فارس
حضرة الرئيس باكو،
ايها الضيوف الكرام،
سيداتي سادتي،

انه لامتياز كبير لي إن اكون معكم اليوم ممثلا عائلة فارس في هذا المعهد العظيم. اود وبالنيابة عن ابي عصام فارس وكل عائلة فارس إن استغل المناسبة لأشكر جميع الاصدقاء والزملاء في جامعة تافتس الذين ساعدوا على اقامة هذا الحدث. اننا فخورون بأن سلسلة محاضرات عصام فارس قادرة على جذب كبارالقادة الدوليين الي هذا المنبر لمعالجة المسائل الهامة في زمننا. إن هذا المستوى من النجاح غير ممكن من جون الدعم الهائل الذي تقدمه كامل عائلة تافتس.

إن عائلة فارس ثابتة في التزامها تجاه جامعة تافتس، زملاء شقيقي فارس وشقيقتي نور. اننا ممتنون لكوننا تمكنا من مساندة جامعة تافتس من خلال برامج مثل مركز فارس للدراسات حول شرقي المتوسط، برنامج في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية ومركز فارس للدراسات في كلية تافتس للطب البيطري.

اننا كعائلة لبنانية متعلقون بلببنان ومهتومن بالسلام في الشرق الاوسط. هدفنا من دعم هذه السلسة من المحاضرات هو نشر التفاهم حول الشرق الاوسط وتعزيز الصداقة نحوه. واذا كان هذا الهدف مهما بذاته فإن متفرعاته بما فيها العدالة، السلام والاستقرار هي اكثر اهمية باشواط. من خلال المبادرات الايجابية مثل هذه وعبر الحوار المتواصل نامل إن يتمكن لبنان من لعب دوره مجددا كصوت ديمقراطي ليبرالي في تلك المنطقة المضطربة من العالم.

عندما انطلقت سلسلة محاضرات عصام فارس، اراد والدي إن يقدم رجال دولة ذائعي الصيت ليقدموا خبرتهم وعرض لوجهات النظر لناحية تأمين توجه لشرق اوسط خال من النزاعات والاضطرابات التي تعم المنطقة.

من اجل هذه الغاية كانت المحاضرة الأولى التي القيت في 25 تشرين الأول عام 1994، للرئيس الاسبق جورج بوش. وقد كان هناك غيرها ايضا القيت من قبل محاضرين مميزين مثل الرئيسين بيل كلينتون وفاليري جيسكار ديستان والسيناتورين هيلاري رودهام كلينتون وجورج ميتشل، والوزراء السابقون جايمس بايكر وكولين باول ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغيت ثاتشر. اليوم نواصل على نفس المستوى من الكفاءة مع محاضرتنا المميزة الوزيرة مادلين اولبرايت. اهلا وسهلا بك د. اولبرايت في تافتس وفي سلسلة محاضرات عصام فارس.
لمن هم بينكم صغار لأن يتذكروا اذكر امنه من عام 1987 ولغاية تموز عام 1997،كان هناك حظر على سفر الاميركيين الى لبنان . كان هذا عائقا امام احساس لبنان بالأمن وحال دون تطوير العديد من العلاقات الايجابية. اود إن أعلن بامتنان انه في الثلاثين من تموز عام 1997، الوزيرة اولبرايت رفعت بشجاعة حظر السفر الى لبنان. هذا القرار جاء في اطول مرحلة من الاستقرار والنمو الاقتصادي التي عرفها لبنان منذ السبعينات والتي انتهت مؤخرا فقط مع وقوع أعمال عنف محددة في البلد.

لبنان يحظى اليوم بالاهتمام الدولي الذي يجدر به. بسبب جغرافيته الدينية والطبيعية على حد سواء فغن لبنان يمثل نموذجا مصغرا عن الشرق الاوسط. تحسن وضعه يعتمد على حل المسائل الإقليمية المحيطة به. كان ابي يحب القول انه لا يمكن إن يكون هناك سلام بالتجزئة. السلام يجب إن يكون شاملا او لا يكون هناك سلام. وما لم تحظ كافة الدول الإقليمية بما يرضيها الى حد المعقول، فسيكون هناك مجموعات او عناصر مجافية تعبر عن نقمتها بالتخريب.

إن تسوية الصراع العربي الإسرائيلي ليست الحل لكل مشاكل الشرق الاوسط. إلا انه وبسبب اهميته واتساع رمزيته شرط لا بد منه بالنسبة للولايات المتحدة لتحصل من العرب والمسلمين على تعاون كلي في القضايا الإقليمية مثل الوضع في العراق. قد لا يؤدي التدخل الأميركي بالضرورة الى حل للصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عام 1948، إلا انه لن يكون هناك أي حل لهذا الصراع من دون التدخل الاميركي.


منذ اعتداءات 11 ايلول، شكلت الحرب على الارهاب البند الاساسي في السياسة الخارجية لأميركا. لمعالجة هذه المسألة ، نظم مركز فارس للدراسات حول شرقي المتوسط مؤتمرا استمر يومين في كانون الثاني الماضي بعنوان : "الحرب على الارهاب: اين نقف؟" كانت هذه الندوة السنوية الثالثة من نوعها التي جمعت صانعي السياسات مع الاكاديميين وغيرهم من الخبراء لمناقشة هذه مسائل. إن مركز فارس سيواصل استضافة احداث مماثلة حول الامور الحالية المتعلقة بالشرق الاوسط. نامل إن تخرج منها بعض اقتراحات الحلول.

من حسن حظنان إن تكون محاضرتنا اليوم اكاديمية ودبلوماسية عملت كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في ظل إدارة الرئيس كلينتون واصبحت لاحقا وزير للخارجية، د. مادلين اولبرايت. على صعيد شخصي، اود إن انوه إن كلانا تخرج من نفس المدرسة الثانوية في كولورادو، كنت دنفر كونتري داي. بخبرتها الواسعة في التعامل المنطقة وتوتراتها، نأمل إن تلقي الضوء ببعد نظرها على الوضع في المنطقة وارتداداته الاوسع على علاقات اميركا في تلك المنطقة.

شكرا واهلا بكم الى سلسلة محاضرات عصام فارس لعام 2007