أخبار دولية
تكريم دولة الرئيس عصام فارس في نيويورك
PrintEmail This Page
جهاد نافع يكتب في الديار: "عصام فارس ابن بينو العكارية... الى العالم أجمع !!‏"
28 أيلول 2009

كل الأنظار تتجه الى نيويورك، الى الحدث العالمي المنتظر في 28 تشرين الأول 2009، هذا الحد ‏الذي يمكن تسجيله في التاريخ المعاصر على انه تكريم للبنان.‏

في بينو كانت الولادة عام 1937 وبعد تخرّجه من مدرسة طرابلس انطلق الى عالم الأعمال فعمل في ‏الخليج العربي حيث حقق نجاحاً باهراً في عالم الاستثمار والتجارة الدولية وانشأ عشرات ‏الشركات الكبرى ثم أسس لعلاقات في مجالي العمل والسياسة مع قادة في لبنان والمشرق العربي ‏واوروبا والولايات المتحدة وكندا واميركا اللاتينية.‏


المؤسسة المكرّمة ليست مؤسسة عادية، انما هي مؤسسة ذات أبعاد سلمية عالمية تفرد اجنحتها ‏فوق القارات الخمس، انها مؤسسة كريزس غروب الأميركية الناشطة في حل الأزمات والمعضلات ‏الدولية في القارات الخمس، والمؤسسة أميركية مستقلة غير حكومية نجحت في حل نزاعات عديدة ‏ومسائل عالمية وهي ناشطة من أجل السلام في العالم كله، ولأجل ذلك، وقع خيارها لهذا العام ‏على ثلاثة من كبار قادة العالم لتكريمهم وهم: نائب رئيس مجلس الوزراء السابق في لبنان ‏عصام فارس، والرئيس 41 للولايات المتحدة الأميركية جورج بوش، والرئيس 42 للولايات المتحدة ‏الأميركية بيل كلينتون.‏

ومن المقرر ان تحيي المؤسسة المذكورة حفل التكريم في 28 تشرين الاول المقبل في أضخم وأرقى ‏فندق في أميركا هو فندق (والدورف استوريا) في نيويورك، وستسلم خلال حفل العشاء السنوي ‏الذي تقيمه المؤسسة شهادات التكريم للمكرمين.

وتقدم الاحتفال الضخم الاعلامية الشهيرة ‏‏(كريستيان أمان بور) ويعزف فيه الفنان العالمي (جايمس تايلور).‏


الأسباب التي أوجبت تكريم فارس

«لأن لبنان أعطى الكثير، فلبنان يستحق الكثير»...

هذا ما قاله الرئيس عصام فارس في ‏الكلمة التي ألقاها في الأمم المتحدة في 22/9/2004 حين مثّل لبنان.
وكانت الكلمة محور ‏اعجاب واهتمام وتقدير من قادة دول العام حتى ان الامين العام السابق لأمم المتحدة كوفي ‏انان هنأه عليها وشكره.‏

في كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة والتي أتت قراءة متأنية للواقع اللبناني قال ‏فارس: في السبعينيات والثمانينات من القرن المنصرم كانت عبارة اللبننة تعني الفوضى ‏والاقتتال.
اما اليوم فقد استعادت اللبننة مفهومها الحقيقي وباتت تعني الحرية ‏الديموقراطية، التنوع، والاعتراف بالآخر.‏

وما اشبه الامس باليوم حين ما قاله في العام 2004 في الكلمة ذاتها: هناك قوات اسرائىلية ‏لا تزال تحتل جزءا من اراضيه (مزارع شبعا والنقاط الثلاث) ونحن نطالب معكم بالجلاء الفوري ‏لهذه القوات.‏
كما نطالب من هذا المنبر بتوقف اسرائىل عن انتهاكاتها اليومية لأجواء لبنان.‏
ويضيف فارس: وللبنان موقف مؤيد للمقاومة الوطنية التي لعبت دورا هاما في تحرير الجنوب ‏من الاحتلال الاسرائىلي.‏

ايضا يشير فارس الى ان لبنان ذاق مرارة الارهاب ومرارة قتل الابرياء ومرارة الخطف ‏والتنكيل واعلن الوقوف ضد الذين لا يميزون بين الارهاب والنضال من اجل التحرر ‏والاستقلال...
لان النضال الوطني حق وشرف اما الارهاب فجريمة وجبن.‏
ويرى فارس ان لبنان ذو بعد عالمي يتخطى حجمه وعدد سكانه من خلال مغتربيه المنتشرين في كل ‏بقعة من بقاع المعمورة.‏

اقوال عصام فارس هي افعال تشهد عليها المؤسسات التي انشأها سواء في لبنان او في دول ‏العالم وهذه المؤسسات فاعلة جدا لدرجة ان هذه المؤسسة الاميركية رأت اهمية تكريم هذا الرجل ‏اللبناني الآتي من ارض عكار.‏ فمؤسسة تاسك فورس باتت في الولايات المتحدة الاميركية اهم مؤسسة تشكل اللوبي اللبناني ‏الجامع لشمل المغتربين اللبنانيين والعرب على حد سواء فكان اللوبي.‏
الذي اولدته «تاسك فورس» أول لوبي لبناني في العالم وحققت نجاحات باهرة في خدمة القضايا ‏اللبنانية والعربية.‏ ثم أنشأ محاضرات عصام فارس في جامعة «تافتس» التي تعتبر من اهم الجامعات الاميركية وقد ‏استضاف عصام فارس كبار رؤساء العالم وقادته امثال الرئيسين بوش وكلينتون ومارغريت ‏تاتشر وكولن باول وهيلاري كلينتون وشخصيات دولية مؤثرة رفيعة المستوى وغيرهم الكثير، ‏وشكلت هذه المحاضرات صلة وصل ما بين الغرب والشرق وجسر عبور خير من ابرز معالمه نجاحه في ‏تصويب سياسة الغرب والمفاهيم التي اعتقدها قادة العالم تجاه الشرق وبشكل خاص تجاه لبنان ‏والدول العربية.‏
لقد كان لعصام فارس مساهمات مؤثرة، في مؤسسات وجمعيات وهيئات السلام العالمية والانسانية.
‏وابرز فارس لبنان ملقيا الضوء عبر تلك المحاضرات التي تحولت الى عرف سنوي متواصل كاشفا ‏الدور الحضاري والمتفاعل والمسالم للبنان مع محيطه العربي والعالمي.‏

داخل الوطن

في العام 2005 قال في حديث صحفي: «هوايتي خدمة لبنان في اي موقع كنت وفي اي مكان اقمت»، ‏ويومها دعا فارس الى وضع لبنان على طريق الخلاص للخروج من النفق المظلم حسب قوله.
وقال: ‏‏«كفانا هدرا للفرص، وعلينا استشعار الخطر المحدق بالبلاد وتحصين وحدتنا الداخلية ولا خيار ‏للبنانيين اذا ارادوا وطنا حرا مستقلا ومزدهرا الا بالتخلي عن انانيتهم والقراءة ‏المتأنية للقرارات الدولية لان المناورات لا تكسبنا الوقت كما يعتقد البعض، بل تضيعه».‏

يومها اعلن فارس ان مؤسسة فارس مستمرة في نشاطها الانساني والاجتماعي والثقافي والانمائي ‏لقناعة منه بضرورة استمرار العمل المؤسساتي لخلق فرص عمل جديدة والنهوض بالانماء في ‏عكار، ومناطق لبنانية عديدة.‏

إقامة فارس في الخارج لا تعني انه خارج الوطن بل بقي داخل الوطن ومع الشعب يتابع حتى ‏التفاصيل الصغيرة في كل قرية من قرى عكار وفي بقعة من بقاع لبنان من الشمال الى الجنوب ‏ومن الشرق الى الغرب، لا بل وحسب المتابعين له يدرك التفاصيل الصغيرة لكافة قضايا العرب ‏فكان فعلا لا قولا سفير لبنان ووزير خارجية دائم للبنان موثقا عرى الصداقة مع زعماء ‏العالم ومع كافة وزارات الخارجية للدول العالمية حتى ان صداقته الحميمة للاميركي اللبناني ‏الاصل جورج ميتشل لم تبق دون توظيف في خدمة قضايا السلام بين العرب واسرائيل.‏


واليوم اذا نظرنا في لمحة سريعة الى ما ناله عصام فارس من تكريم وتقدير من قادة العالم ‏والاوسمة التي منح اياها لاحتجنا الى مجلدات لتعداد الاوسمة وحفلات التكريم التي ستتوج بأهم ‏تكريم عالمي في 22 تشرين الاول المقبل.‏ ويمكن اعتبار عصام فارس الحامل الاول لاكبر عدد من الاوسمة والميداليات الاجنبية والعربية من ‏كبار قادة العالم. ذلك للدور البارز الذي لعبه ويلعبه محليا واقليميا وعالميا.
سيما ‏انه انشأ اهم المراكز والمؤسسات التي رفعت اسم لبنان عاليا وعززت مكانة لبنان للمجتمع ‏الدولي وقد سعى خلال نيابته ومن موقعه كنائب لرئيس الحكومة الى الاستفادة من شبكة علاقاته ‏العالمية لسن قوانين حديثة ووضع سياسات حكومية تؤدي الى تحقيق استقرار لبنان المالي ونموه ‏الاقتصادي.‏

وكانت قضايا لبنان والعرب حاضرة دائما في لقاءاته واجتماعاته العربية والعالمية بدءا ‏من الرؤساء الاميركيين الذين تعاقبوا الى قادة روسيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول ‏العالم وصولا الى قادة الامم المتحدة وملوك الدول العربية ورؤسائها.‏

وفي لبنان كانت مؤسسة عصام فارس الانسانية ذات بعد وطني واجتماعي شاملين فتحولت هذه ‏المؤسسة الى وزارات خدمات شاملة في مؤسسة واحدة نفذت ما لا يحصى من المشاريع الانمائية ‏والاجتماعية والانسانية والثقافية والصحية فكانت مكاتب المؤسسة ولا تزال والى جانبها ‏مكتب حلبا للخدمات الاجتماعية والانسانية مفتوحة امام جميع اللبنانيين عامة والعكاريين ‏خاصة بتوجيه منه، فال تعرف هذه المكاتب رفضا لاي مطلب انمائي خدماتي اجتماعي انساني. وقد تحولت مكاتبه خاصة في حلبا الى خلايا نحل لا تهدأ.
والى جانب ذلك تأسس مركز عصام فارس ‏من اجل لبنان، ومركز عصام فارس الانمائي الزراعي ومعهد عصام فارس التكنولوجي في ‏البلمند.

حتى دور العبادة المسيحية منها والاسلامية على حد سواء كان لها من عطاءات فارس خير عميم ‏ولعل مساجد في عكار وكنائس شاهدة على روحية فارس وايمانه الكلي بالانتماء الوطني الواحد ‏فلم يعرف التفرقة بين طائفة وطائفة أو بين مذهب وآخر.‏


الانجازات

اما الاوتوسترادات فلأول مرة في تاريخ عكار تشهد المنطقة شبكة اوتوسترادات نموذجية بأرقى ‏المواصفات العالمية والتي ربطت ما بين المناطق العكارية بعضه بالبعض الآخر، حتى أن ‏الاتوستراد الذي نفذته المؤسسة وربطت به بينو وقرى الجومة بديرجنين وقرى الدريب يعتبر ‏نموذجاً لأهم مشروع نفذ في عكار منذ استقلال لبنان.

حيث حول تلك التلال والأودية الى ممر ‏رائع أحيا تلك الأراضي المحيطة بالاوتوستراد.‏
هذا عدا عن إنشائه القاعات والمكاتب وعقده الندوات والمؤتمرات لوضع مشاريع الانماء ‏لقناعة منه بأن السلام الأهلي يتحقق بالإنماء والإنتماء.‏


ومن الانجازات التي حققهاعصام فارس كان ذلك اللقاء الروحي العكاري الذي احتضنته دارته ‏في بينو فكان بقعة ضوء شعّت في عكار حيث القيت كلمات للقادة الروحيين من كل الطوائف في ‏عكار.
وتميز اللقاء في تلك الكلمات التي أجمعت على دور عصام فارس الوطني وألقى حينها ‏مدير عام المؤسسة العميد وليم مجلي كلمة الرئيس فارس الذي دعا الجميع بأني تقوا الله وأن ‏يتركوا الناس يعيشون بسلام، كما كانت كلمة لمدير اعماله سجيع عطية الذي ركز فيها على ‏نهج الاعتدال والإنماء الذي أرسى قواعده.‏

ومن المشاريع البارزة التي حققها فارس مصنع الألبان والأجبان في سهل عكار والذي تميز ‏بايجاد فرص عمل للشباب والشابات أيضاً مشروع توليد الطاقة الكهربائية بالاستفادة من ‏الهواء في سهل عكار وقد أجريت تجارب ناجحة لهذا المشروع الحيوي للبنان.‏

ومن المشاريع ايضا وضع حجر اساسع لدار المطرانية الارثودكسية في بينو حيث اكد مدير ‏اعماله سجيع عطية في ذلك الحفل ان استراتيجية فارس الانمائية لم تغفل الايمان الداعي الى ‏ألفة بين الجميع.‏
اما المشروع الحلم العكاري فهو انشاء فرع لجامعة البلمند في نقطة وسطى من عكار على ان ‏تكون رسومها بمتناول الجميع وتضمن اختصاصات في العلوم التطبيقية والزراعية وعلوم ‏البحار.‏
ايضا انشأ فارس القصور البلدية التي تنشأ للمرة الاولى في عكار والتي تشكل مقرات للانماء ‏عدا عن الهبات والمساعدات الاتي تمنح للبلديات.‏

كما دأبت مؤسسة فارس على تكريم الطلاب المتفوفين في عكار والكورة وطرابلس ومناطق ‏لبنانية.‏
وبلغ عدد الطلاب الذين تخرجوا بمنح تربوية متواصلة اكثر من اربعين الف طالب يشكلون الان ‏جمعية خريجي مؤسسة فارس وهذه المنح هي هبات غير مشروطة او مقيدة بأي قيد.‏

ومن الانجازات التي يصعب حصرها انشاء المركز الثقافي التربوي في بلدة حرار فتحول الى صرح ‏تربوي ثقافي هام في عكار اضافة الى تجهيزات تقنية وهبات مولدات كهرباء لانارة قرى وبلدات ‏كانت تعاني من الانقطاع الكهربائى وانشاء الابار الارتوازية وشق طرقات وتعبيدها.‏

مما لا شك فيه ان عصام فارس هو سفير السلام والمحبة الدائم، ومنذ الاعلان عن التكريم تسارعت ‏الاتصالات من معظم قيادات لبنان ومن كبار الشخصيات اللبنانية مهنئة ومباركة لعصام ‏فارس وقد اعتبر الجميع ان التكريم لفارس هو تكريم للبنان وللعرب وبالتالي هو تكريم ‏للمغتربين اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم والذين فرحوا بهذا التكريم.‏