أخبار دولية
تكريم دولة الرئيس عصام فارس في نيويورك
PrintEmail This Page
غسان سعود في الأخبار: عصام فارس: ابن عكّار ضحكته تفتح الأبواب المغلقة
28 تشرين الأول 2009

في جريدة الأخبار- 28 تشرين الأول 2009


 

سيقف عصام فارس اليوم، إلى جانب الرئيسين الأميركيين السابقين جورج بوش الأب وبيل كلينتون، مكرَّماً من قبل مؤسسة «أنترناشونال كرايزس غروب» الأميركية في فندق «والدورف أستوريا» في نيويورك. تحتفي المؤسسة بنائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق تقديراً لـ«جهوده من أجل إحقاق السلام». وصول فارس إلى كرسي التكريم في «كرايزس غروب» ليس أمراً عادياً. هو واحد من قلائل نجحوا في حجز مكان لهم في الصف الأول... تقرير هذه المؤسسة غير الحكومية الأسبوعي عن المناطق الساخنة، موعد يترقّبه جميع أصحاب القرار حول العالم، نظراً إلى صدقيّته.


فارس ابن عائلة عكارية متواضعة، عاشت بين بلدتها بينو في جرود عكار وتل عباس في سهلها، حيث كان والده يضمن الأراضي ليزرعها ويعيل عائلته. الشاب الذي يتوسط شقيقين، أتمّ دراسته الثانوية في مدينة طرابلس. لكنّ ظروف العائلة الاقتصادية حالت دون انتقاله إلى الجامعة. وجد نفسه عام 1975، محاسباً في شركة «أبيلا»، وبعدما ازدادت الضغوط الماديّة على كاهله، طلب من مديره تحسين وضعه، فاقترح عليه نقله إلى فرع الشركة في السعودية، مديراً للمحاسبة. هناك نجح في الجلوس على كرسي إدارة الشركة، قبل أن يستثمر أمواله في شركة مقاولات نجحت سريعاً في اقتحام السوق الخليجية. كان لضحكته، حسب ما يروي لأصدقائه، دور كبير في فتح الكثير من الأبواب المغلقة أمامه ووطّدت علاقاته مع كثيرين. إلى جانب الضحكة، أتى الحزم في اتخاذ القرارات ليزيد من رصيده. عصام فارس لا يتردد أبداً في قول كلمته بصراحة، ولا يأخذ وقتاً طويلاً ليقرر، ولا يستطيع النوم وهناك ملف ما ينتظر توقيعه.


انقطاعه القسري عن إكمال دراسته، صار هاجساً عند رجل الأعمال، فاهتم بتقديم المنح التعليمية للتلامذة والطلاب، ودعم المؤسسات التربوية، وإنشاء مراكز الأبحاث (مثل «مركز فارس في جامعة تافس» في بوسطن، «مركز فارس لدراسات الشرق الأوسط» و«معهد عصام فارس للسياسات العامة والعلاقات الدولية» في «الجامعة الأميركية في بيروت»). وفي هذا السياق، يشرح المسؤولون في «مؤسسة فارس» أن هذه المساعدات توزع على الطريقة الأميركية، فلا يسأل عن انتماء صاحبها، ولا يسجل اسمه على لائحة دائنين لمطالبته لاحقاً بمقابل.


وبالعودة إلى الـ«بيزنيس»، اهتمّ فارس بشراء مؤسسات متعثرة، وعمل على إصلاح أوضاعها وبيعها من جديد. هكذا، نجح في الانطلاق بعمله الخاص الذي يشمل اليوم مؤسسات صناعية وخدماتية وتجارية، إضافة إلى قطاع الاتصالات. وتشير تقديرات «مؤسسة فارس» إلى وجود نحو 70 ألف شخص يعملون في هذه الشركات حول العالم.


بعد انتهاء الحرب، ازداد اهتمام فارس بعمليّة إعادة الإعمار في لبنان، وبتنمية عكار وبدعم بلاده في المحافل الدولية. هكذا، وجد نفسه في صلب الأحداث اللبنانيّة، فدخل عالم السياسة من بابه العريض، وترشح عن المقعد الأرثوذكسي في عكار. توّج مسيرته السياسيّة بتوليه منصب نائب رئيس الحكومة في 3 حكومات بين 26 تشرين الأول 2003 و19 نيسان 2005، قبل أن يقرر إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري الابتعاد عن السياسة والعودة إلى الأعمال. لم تُسجّل عليه أي استفادة مادية من وجوده في السلطة خلافاً لغالبية رجال السياسة في لبنان. وهو يقول إنه شعر إثر اغتيال الحريري بعجزه عن مساعدة البلد، ورفض أن يكون جزءاً من التشنج الذي عصف بالبلد، فقرر الابتعاد.


خلال انشغاله بالسياسة، أسند متابعة أعماله إلى أبنائه الثلاثة وبعض المساعدين. لكنه فور استقالة حكومة الرئيس عمر كرامي عاد ليشرف بنفسه على غالبية أعماله، بين مدينة هيوستن الأميركية وأمستردام الهولندية. يدير أعماله من سفينته المتنقلة بين موانئ: لندن، هولندا، جنوب فرنسا وسويسرا. يعقد في السفينة 3 اجتماعات كبيرة شهرياً، يحضرها المعنيون بالعمل وتستمر أكثر من يومين.


يعيش فارس على توقيت أوروبا حتى في الولايات المتحدة. ما إن يستيقظ حتّى يبدأ بقراءة بريد العمل، ثم ينتقل إلى الصحف اللبنانية. ينجز بعض الأعمال ويستريح ساعتين، ويعود بعدها ليتناول الغداء ويتفقد البريد الأميركي ثم يستريح في انتظار نشرات الأخبار اللبنانية. يروي زواره أنّه يستقبل يومياً ضيوفاً على مائدته، وفي حالة وجود زائر مميز، يتفرغ دولة الرئيس ليقضي النهار كاملاً بصحبته. يصرّ على وجود مأكولات لبنانية على مائدته. ترافقه منذ 35 عاماً، طباخة من بلدة قانا الجنوبية، علماً بأن «الشنكليش» العكاري والأجبان تصله أسبوعياً من لبنان.


العائلة هي الأولويّة المطلقة لفارس. الرجل الذي خسر كل أشقائه (شقيقين وشقيقة) بأمراض خبيثة، ودّّع والديه أيضاً قبل أن يشبع منهما. يحتفظ بشوق دائم إلى والدته فيتكلم عنها باستمرار. يجمعه بزوجته هالة حبّ، يقول من يشاهدهما معاً، إنه مميز جداً. عاش فارس لفترة طويلة حياة عزوبية ثانية قبل أن تعطيه هالة استقراراً كان يفتقده. حرص فارس على أن يبني أبناؤه الثلاثة منازل في بلدتهم بينو، وأن يتزوجوا من لبنانيات. أما ابنته نور، فتنتقل بين أوروبا ولبنان، تزوره غالباً بصحبة أصدقائها. يقضي فارس وقتاً طويلاً في لندن حيث يعيش أولاده، ويأبى إلا أن يزوره كل واحدٍ من أحفاده أسبوعاً كاملاً في الصيف.


تجدر الإشارة هنا إلى أن عائلة فارس أدّت دوراً كبيراً في إقناعه بالعدول عن العودة إلى السياسة اللبنانية، والاكتفاء بمتابعتها من الخارج.


فارس الذي يدعم بقوة الكنيسة الأرثوذكسية حول العالم يصنّف نفسه مؤمناً غير متديّن. تبقى هوايته الأحبّ تربية الأحصنة، ولديه مزرعتان كبيرتان في مدينة كنتاكي الأميركية وغرب فرنسا. أما بينو... فحين يبدأ بالكلام عنها، لا يعود ينتهي.



5 تواريخ

1937
الولادة في بلدة بينو (عكار ــ شمال لبنان)

1996
انتخب نائباً عن المقعد الأرثوذكسي في عكار وأعيد انتخابه عام 2000

2000
عيّن نائباً لرئيس الحكومة في حكومتي الرئيس رفيق الحريري حتّى عام 2004 وفي آخر حكومة ألّفها الرئيس عمر كرامي

2004
ألقى كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن «لبنان لا يريد أن يبقى ولو جندي واحد غير لبناني على أرضه»

2009
يكرّمه اليوم مركز «أنترناشونال كرايزس غروب» إلى جانب جورج بوش الأب وبيل كلينتون