أخبار دولية
تكريم دولة الرئيس عصام فارس في نيويورك
PrintEmail This Page
كتبت الأنوار: "عاش مع الكبار، عاشر الأفذاذ من رجالات العالم، فارس كريم في البذل، كريم في العطاء"
17 أيلول 2009

مبادراته الانمائية والانسانية في لبنان يواكبها بدعم للعمل والتفوق في الخارج
تكريم عالمي لعصام فارس في نيويورك الى جانب الرئيسين الاميركيين كلينتون وبوش الأب

عاش مع الكبار،

عاشر الأفذاذ من رجالات العالم

عاصر رؤساء البلاد، تكريماً وتقديراً. كرمهم عصام فارس، في أميركا، وفي جامعاتها، من (تافت) الى (تاسك فور) ومن (النورماندي) في فرنسا، الى جامعات البلمند والأميركية، في لبنان.

هل كانت اعجوبة عصام فارس انه كريم في البذل، كريم في العطاء، مقدام في التضحيات، وفي رعاية شباب لبنان وتعليمهم في أرقى دور العالم، ليكونوا عدة البلاد نحو مستقبل مشرق، ورجالها الكبار في الغد الآتي.

في الأسبوع الماضي، تناقلت الصحف والوكالات خبراً كبيراً، مفاده أن مؤسسة كريسيس غروب (Crisis Group) الأميركية وهي مؤسسة مستقلة وغير حكومية وممثلة في القارات الخمس وتهدف الى تقديم اسهامها في حل الازمات والقضايا الدولية، أعلنت انها ستحيي عشاءها السنوي الكبير هذا العام في الثامن والعشرين من تشرين الأول المقبل في فندق (والدورف استوريا)، في نيويورك وهو أضخم وأرقى الفنادق الأميركية لتكريم ثلاث شخصيات على مستوى عالمي وهي بيل كلينتون وجورج بوش الرئيسان الثاني والاربعون والواحد والأربعون للولايات المتحدة الأميركية وعصام فارس نائب رئيس مجلس وزراء لبنان السابق. وسيتخلل العشاء تسليم شهادات التكريم للمحتفى بهم. تقدم الاحتفال الاعلامية الشهيرة كريستيان امان بور ويعزف فيه الفنان العالمي جايمس تايلور.

وسارعت جمعية انماء طرابلس الى تهنئة النائب السابق لرئيس الوزراء فارس على هذا التقدير، ورأت انه (وسام جديد يعلق على صدر هذه الشخصية الوطنية التي اعطت لبنان والعالم الكثير).
 
وكان عصام فارس قد قام بتكريم الرؤساء الاميركيين السابقين ووزراء الخارجية الاميركيين في العهود الغابرة، وطلب منهم القاء محاضرات في جامعات يرعاها الفارس الانساني الكبير، ويغدق عليها بالدعم والمساندة، وهدفه الوحيد، رعاية العالم لانه آتٍ من بلد العلم، ولا شيء عنده اغلى من رعاية الانسان، ومؤازرة الشباب، على تجاوز المصاعب، والانتقال من العازة الى الابداع، ومن الحاجة الى العطاء، وهذا ما نجح عصام فارس في دفعه الى الامام، ليصل المجتمع الى مرحلة التكامل الانساني.


ونوّه البطاركة المسيحيون بما يجود به عصام فارس من عطاءات انسانية، وتشجيعه الدائم على مبادرات الخير، وفي مقدمتهم بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، ووضع طائرته الخاصة بتصرفهم، لتتولى نقلهم الى رحاب العالم لاسباب صحية وانسانية.

واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير (ان اكثر ما يحتاج اليه لبنان في هذه المرحلة من تاريخه هو تضامن ابنائه على مشاريع التنمية والنهوض الاجتماعي). واستقبل البطريرك في الديمان اخيرا المدير العام لـ (مؤسسة فارس) العميد وليام مجلي، الذي شكره على رعايته افتتاح (واحة عصام فارس للتنمية والتراث) في نطاق حديقة البطاركة في الديمان. ونقل اليه (تحيات فارس وتقديره لمقام غبطته الروحي والوطني).


وفي معلومات للمؤسسة ان البطريرك صفير (حمّل العميد مجلي محبته وبركته للرئيس فارس وعائلته، مثنيا على الدور التنموي الرائد الذي تقوم به مؤسساته بتوجيه وترجمة لارادته في البناء والعمران. وداعيا الى تعميم هذه المبادرات اسهاما في انهاض لبنان، وللحد من هجرة ابنائه وافراغ ارضه). واضافت ان البطريرك اعتبر (ان اكثر ما يحتاج اليه لبنان في هذه المرحلة من تاريخه هو تضامن ابنائه على مشاريع التنمية والنهوض الاجتماعي تعزيزا للتضامن الوطني، والرهان لهذا النهوض هو على عصام فارس وامثاله. هذا المعطاء الذي يعطي وطنه ولا ينتظر من وطنه ان يعطيه).

لماذا تكريم عصام فارس

لأسباب كثيرة دعت وتدعو المؤسسات الانسانية الى تكريم عصام فارس، وفي مقدمها مواقفه السياسية والعامة، وهي مواقف لا تصدر الا عن رجال كبار وعظماء في العالم.

ومن مقر اقامته المؤقتة على الشاطىء الفرنسي الجنوبي، قال نائب رئيس الوزراء السابق الاستاذ عصام فارس، لقد عزفت عن المشاركة في الانتخابات، انسجاما مع قناعاتي الا ان ذلك، لا يعني العزوف عن خدمة لبنان والانسان في لبنان. وقال عصام فارس (ان السلطة ارتكبت الكثير من الاخطاء والمعارضة كذلك، وان كان الخطأ الكبير يكمن بالعودة الى قانون الالفين من خلال المسرحية الشهيرة في مجلس النواب). واضاف: (ما اود قوله، هو اننا نرفض استبدال وصاية بوصاية اخرى، كما نرفض الخضوع لهيمنة باعتماد هيمنة اخرى). وقال فارس (اعتقد ان الحكم خسر الكثير بسبب غياب الرؤية الصحيحة للامور ولافاق المستقبل، الا انني اقول ايضا ان هذه الحكومة ابتدأت غائبة ولا تزال غائبة حتى الان).


وفي واحة عصام فارس للتنمية والتراث في الديمان، والتي افتتحها البطريرك صفير في 22 آب 2009 قال غبطته:

(هذه واحة الرئيس عصام فارس للتنمية والتراث، وهي الجانب الانمائي للحديقة من خلال فرص عمل خصصت للطلاب الجامعيين، الى معرض للانتاج الزراعي والمهني والتذكارات الدينية والكتب والمنشورات الروحية). وتابع: (يعود الفضل في ذلك الى مؤسسة فارس وتوجيهاته، ولا حاجة الى القول اننا نكن له كل تقدير واحترام ونسأل الله ان يكافئه بمزيد عافية وتوفيق)، شاكراً الرابطة (التي تأسست للمحافظة على هذه الحديقة والسهر على نموها وازدهارها).


وأناب عصام فارس المهندس سجيع عطيه، لافتتاح مهرجان صيف رحبة تحت عنوان (الاغتراب الرحباوي في العالم) والذي نظمته بلدة رحبة، في قاعة القصر البلدي. وقال مدير اعماله مخاطباً الحاضرين: (من السعادة ان تبقى لقاءاتنا مع اهلنا في عكار، وفي رحبة التي تحتل حيزاً واسعاً من اهتمامات دولة الرئيس عصام فارس، وليدة محبة دولته الخالصة وارادته التواقة دوماً لانجاز كل ما يبعث الطمأنينة لشعبنا الطيب المعطاء من عرق الجبين ومن مخزونه الوطني اللامحدود. ولأن للخير صدى في قلوب الرحباويين الأوفياء، ليس غريباً ان تبقى ابواب مؤسسات عصام فارس مشرعة، وتبقى اليد المعطاءة لدولته تشد على ايادي كل المبادرين في رحبة داعمة مسارهم نحو الأفضل.

وهل من مبادرة افعل من جمع الشمل الرحباوي في اعراس محبة يتزاوج فيها التراث بقيم الحاضر الروحية والفكرية والاجتماعية لتتوالد المساحات الناصعة والواعدة للغد الأنقى والأسطع. وأنا على ثقة بأنه طالما شريان العطاء الرحباوي هو نابض بهذا الزخم الذي نعيشه اليوم ونتلمسه في برنامج المهرجانات). وفي اطار هذا التواصل المحب يسعدني جداً ان اتلو عليكم رسالة دولة الرئيس عصام فارس لهذا الافتتاح حرفياً: الى أهلي في رحبة مقيمين ومغتربين: لأنني اعايش كل ظروف واقع المقيمين في بلدتي الحبيبة رحبة، ولأني اعيش يومياً الحنين الى الوطن واليكم بالذات، ولأني خبرت معنى التفاعل بين المقيمين والمغتربين، خصوصاً في رحبة، في انتاج واقع افضل، ابارك لكم فعاليات مهرجانكم السنوي الذي اعتبره رحم محبة لا ينضب واعدكم بأن الخير سيبقى صلة الرحم بيننا.

تشجيع التكنولوجيا

احتفلت الجامعة الاميركية للتكنولوجيا AUT في حالات جبيل ومؤسسة عصام فارس بتوقيع اتفاقية تعاون لتجهيز قاعة المحاضرات والانشطة الثقافية والفكرية في الجامعة.  وحضر حفل التوقيع ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير المطران فرنسيس البيسري، محافظ جبل لبنان انطوان سليمان، مدير عام مؤسسة عصام فارس العميد وليم مجلي، قائمقام جبيل حبيب كيروز، اعضاء مجلس امناء جامعة AUT، رئيس رابطة مخاتير بلاد جبيل غطاس سليمان، رؤساء بلديات المنطقة، مدراء مدارس جبيل وشخصيات روحية وزمنية.

افتتح الحفل بالنشيد الوطني وبعده كلمة تعريف لمدير العلاقات العامة الخارجية مارسيل حنين، ثم القت رئيس مجلس امناء الجامعة غادة حنين كلمة اشارت فيها الى ان الاتفاقية تقضي بان يدعم دولة الرئيس عصام فارس بواسطة مؤسسته جامعة AUT بمبلغ مئتين وخمسين الف دولار اميركي لتجهيز قاعة المحاضرات والانشطة الثقافية والفكرية المتعددة، وقالت: يسر جامعة AUT ويشرفها ان تحمل هذه القاعة اسم دولة الرئيس عصام فارس. اني احيي دولته تحية العرفان والتقدير، واعاهده الوفاء الدائم لخياراته القائمة في العطاء المجاني الذي يتجاوز حدود الجغرافيا والمذهب والانتماء في سبيل وطن تحفظ فيه حقوق الانسان وكرامته. ان مبادرات الرئيس عصام فارس تسهم في ارساء البناء الوطني على قواعد العدالة وتكافؤ الفرص وتقاسم خيرات الارض، وهي قواعد تحصن وحدتنا الوطنية تحفظ رسالة لبنان الحضارية وتعززها. وهي تلتقي مع البرنامج الذي اطلقته جامعة AUT تحت اسم (شباب للجامعات) القاضي بعدم حرمان اي شاب لبناني من دخول الجامعة لانعدام قدراته المادية.


وختمت حنين مجددة الشكر للرئيس عصام فارس رجل التضامن في زمن الانقسام، ورجال الامانة لرسالة لبنان وشبابه في زمن التفلت من قيود الامانة للعهود والوفاء للمكارم، كذلك شكرت المطران البيسري ممثل البطريرك صفير متابعته الابوية الساهرة لمسيرة الجامعة.

ثم القى العميد مجلي كلمة جاء فيها: يطيب لنا ان نحيي والجامعة الاميركية للتكنولوجيا هذا الحفل لنوقع معا، مؤسسة فارس والجامعة، اتفاقا للتعاون يقضي بان تدعم مؤسسة فارس تجهيز قاعة المحاضرات والانشطة الثقافية والاكاديمية والفنية في الجامعة. ان هذه الهبة تندرج في سياق النهج الذي اعتمده دولة الرئيس عصام فارس من خلال مؤسسته، انه نهج التضامن والعطاء في سبيل تنمية الفرد والمجتمع والوطن.  وتابع: في كل مرة يقرر دولة الرئيس عصام فارس تقديم مكرمة ما ينتاب البعض شعور وسؤال قلما تم التوقف عند مدلولاته، فتنوعت المناسبات والامكنة وتكاثرت الاعمال والاشخاص. مسيرة تتابعت بخطى واثقة وبدون اية تفرقة مناطقية او على مستوى القناعات والانتماءات. وبقي الشعور واحدا احدا هو حماس وغبطة: فالحماس طريقة عيش لديه، والغبطة ثمرة عطاء، اما السؤال البسيط فهو لماذا? الجواب ايها السادة بسيط ايضا: لم لا? لماذا لا يقدم كل القادرين والناس ناسهم، والوطن وطنهم? لماذا لا يجربون نعمة العطاء وفرح الشكران? لماذا لا يكون عرق جبين الاقوياء مصدر ري لتراب الوطن? لماذا لا يتخلى العاملون في الشأن العام عن استثمار مواقعهم واستغلالها? لماذا لا يصدون كل ريح عاتية تقتحم وطنهم ويردونها الى مصدرها?

واضاف: ألا تشعرون في هذه الايام ان العالم يغرق او يكاد يغرق في براثن المال، والجشع سمة العصر الاولى. لا يجوز في المطلق لمن اجتهد ان يحتكر، وان يحجم من انعم الله عليه. وايا تكن النهاية فكل ما على الارض باق فيها وكل ما عليها تراب او الى التراب يعود. فهيهات ان نقصر او نتخلى عن واجبنا الانساني او دورنا الاجتماعي، فلا يجوز ان يمنن احد مجتمعه او اهله.

وختم: بهذه الرؤية تتحدد خيارات دولة الرئيس عصام فارس ويتحدد نهج عمل مؤسسته. انها الرؤية التي تلازم رسالة لبنان الحضارية ودوره الاشعاعي في هذه المنطقة والعالم. وبقدر ما تهدد الاخطار المتنوعة هذه الرسالة بقدر ما تبدو الحاجة كبيرة الى خيارات الرئيس عصام فارس الذي وان اكرمه الله بالكثير انما زاده اكراما بان منحه نعمة العطاء ومحبة الناس، فبهذه الروحية يعطي ومن لدنها تمثلت رغبته اليوم بمشاركتكم البناء من خلال تمويله لاقامة هذه القاعة التي نريدها كما انتم ساحة يلتقي فيها كل من يبحث عن صرح مثمر وعطاء مبين.
مبروك لكم القاعة على امل ان تكون في خدمة الانسان والمجتمع.

بعد ذلك تحدث المطران البيسري ناقلا بركة البطريرك صفير لهذه الخطوة المثمرة بين الجامعة والمؤسسة ومعتبرا ان عصام فارس هو الينبوع الذي يتدفق عطاء ومكرمات ولا يسأل من هو المستفيد. ومن مكرماته الجيدة حديقة البطاركة. وختم البيسري متمنيا للمؤسستين، اللتين تجمعهما رسالة مشتركة هدفها التنمية الانسانية الشاملة، النجاح والتقدم وتلبية طموحات شباب لبنان.
ثم وقع العميد مجلي والسيدة حنين الاتفاقية وتبع ذلك نخب بالمناسبة.


لقاء روحي

وجمعت دار نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس في بينو القيادات الروحية والاسلامية والمطران باسيليوس منصور راعي ابرشية عكار. ثم القى المطران منصور كلمة قال فيها: ارحب بكم في هذه الدار، وفي قلوبنا غصتين: الغصة الاولى هي بعد دولة الرئيس الحبيب عصام فارس الذي يحيطنا برعايته واهتمامه ومحبته رغم هذا البعد الشاسع. الغصة الثانية هي غياب وجه احبته عكار، احبّه لبنان، احبته سوريا، احبه المسيحيون والمسلمون على السواء، غياب المثلث الرحمات المطران بولس بندلي.

اضاف: نرفع الصلاة لاجله ولاجل عائلته لانه اذا كان امثاله بخير نعلم ان لبنان بخير وعكار تكون بخير ونحن نكون بخير. لبنان بحاجة الى امثاله، لبنان الجريح، ولا يشفي جراحه الا امثال عصام فارس الذي يعرف ان يجمع كما في بيته في قلبه. ثم القى الشيخ حسن حامد كلمة اشاد فيها بالرئيس فارس الذي التقت فيه القيم والمثل والمبادىء، متمنيا عليه العودة القريبة الى لبنان لان منطقته ووطنه بحاجة اليه وهو الذي لم يكن عبر مؤسسته ليأخذ من الناس الا المحبة ليعطي محبته وقضاء حاجات الناس. فمثل هذا الرجل هو مسلم ومسيحي ونحن نفتخر به. وهنأ المطران باسيليوس منصور بقدومه الى المنطقة.


ثم القى المفتي اسامة الرفاعي كلمة قال فيها: نحن في هذه الدار المباركة اتينا تلبية ورغبة في تكريم سيادة المطران منصور مع ما قدمناه من التعازي والاسف لفقد الصديق سيادة المطران بندلي الذي رأينا فيه سلفا مباركا لمسيرة طويلة كريمة وتفاءلنا خيرا في وجود خلف يحمل الرسالة ذاتها وبمواصفات لا تقل عن مواصفات سلفه، وان كان لكل لون ونكهة مميزة. ان تكريم سيادته في هذا اللقاء انما هو تكريم للذات والمعنى. وقال: اننا في مناسبة التكريم هذه في هذه الدار الكريمة في مجلس التلاقي الروحي وتلاقي المحبة هذا الذي تعودته عكار عبر سنواتها الطويلة، نقول ان عكار ليست بلد التسامح فقط بل علمت الناس التواضع والاعتدال والاحتكاك الايجابي، وكانت وستبقى متعالية على الجراح وستسعى الى جمع الكلمة مهما كانت التضحيات لان الانسان الذي يجود بنفسه انما يجود باعظم ما يملك.


اضاف: ان هذا اللقاء يذكرنا بان عظماءنا ويا للاسف يحكم عليهم في بيئة تجهل خيرهم وتتنكر لمقاديرهم ورفعتهم، ان يكون بعض عظمائنا، غريبا في اللحود بالذات، باق بالروح والمعنى معنا، وان يكون البعض الاخر بعيدا عنا بالذات باقيا معنا ايضا بالفكر والروح والحضور المعنوي.

السياسة الاميركية

ونظم مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية لقاء حول السياسة الاميركية تجاه لبنان والشرق الاوسط بعد بوش، مع الخبير الاميركي بشؤون الشرق الاوسط ريتشارد ستراوس، ناشر تقرير الـ (ميدل ايست بوليسي سيرفي) الشهري المتخصص بالسياسة الاميركية تجاه الشرق الاوسط. حضر اللقاء امين عام وزارة الخارجية بسام نعماني والسفراء جورج سيام ورياض طبارة ولطيف ابو الحسن وجهاد مرتضى وعدد من الاعلاميين والشخصيات المعنية بعلاقات لبنان الخارجية.

استهل ستراوس حديثه بتصور للاشهر الاخيرة من ولاية الرئيس بوش، فاعتبر ان الاخير ليس الوريث السياسي لوالده بل للرئيس رونالد ريغان، الذي تميز عهده بسياسة (الاسود والابيض)، اي (اما ان تكون معنا او ضدنا)، وباستعماله عبارة (امبراطورية الشر)، مقابل عبارة (محور الشر) التي يستعملها الرئيس بوش اليوم. كما اعتبر ان الرئيس الاميركي جورج بوش يعبر بشفافية عن افكاره وهو مؤمن حقيقة بها، الا ان الادارة الاميركية تعاني صعوبة في ترجمة هذه الافكار عمليا بشكل يتناسب والمواقف التي يطلقها القيمون على سياستها الخارجية، وهنا اشار ستراوس الى الرمزية المفرطة في ارسال المدمرة (يو. اس. أس. كول) الى السواحل اللبنانية، لترسو على بعد ستين ميلا من الشواطىء، اي خارج مدى النيران المعادية، وذلك بناء على نظرية تعتبر ان سوريا لا تفهم الا لغة القوة.


وعزا ستراوس الكثير من مظاهر السياسة الحالية لادارة الرئيس بوش الى تأثير احداث الحادي عشر من ايلول على نظرة المسؤولين الاميركيين تجاه القوى السياسية في العالم، فحولتهم الى فئتين: (خيّرين)، اي الذين يؤمنون بالديمقراطية ويعبّرون عن افكار قريبة من الفكر الاميركي، و(أشرار) يجب وضع حد لهم. كما اؤكد ان هذه الاحداث دفعت قدماً، والى حد كبير مقارنة بالسابق، مساعي نشر الديمقراطية وتترجم ذلك بالدعم القوي للـ (حركات التغييرية) في العالم، كالثورة البرتقالية في اوكرانيا وثورة الأرز في لبنان وتغيير النظام في العراق، وبالدعم المادي الكبير للمنظمات الأميركية المتخصصة بنشر الديمقراطية. ولكنه لاحظ وجود حالة من (التعب) تصيب المسؤولين في الادارة بتعاطيهم مع ملف الديمقراطية في العالم، وبقدرتهم على الترويج لسياسات أظهرت فشلها في العراق.<