أخبار دولية
تكريم دولة الرئيس عصام فارس في نيويورك
PrintEmail This Page
تقديراً لدوره الوطني والعالمي ولعمل مؤسسته في التنمية الدائمة في لبنان، عصام فارس يكرّم غداً في نيويورك مع بيل كلينتون وبوش الأب
27 تشرين الأول 2009


  
  
 
 

في كل مرة يكرم فيها النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس يشعر كثيرون بأنهم مكرمون معه، وبتكريمه يكرم لبنان الرسالة والوطن الذي يأمله ويتمناه كل لبناني.

هذا الواقع يتكرر اليوم مع اعلان مؤسسة "كرايسز غروب" (Group Crisis) المؤسسة المستقلة غير الحكومية والممثلة في القارات الخمس والتي تهدف الى تقديم مساهماتها في حل الازمات والقضايا الدولية، بانها ستحيي عشاءها السنوي في فندق "والدورف استوريا" غدا الاربعاء 28 الجاري في نيويورك لتكريم ثلاث شخصيات عالمية هما الرئيسان السابقان للولايات المتحدة الاميركية بيل كلينتون (الرئيس الثاني والاربعون) وجورج بوش "الاب" (الرئيس الحادي والاربعون) الى فارس.

وتكريم فارس من لبنان في هذا اللقاء الدولي المهم، ينظر اليه كثيرون، على انه تكريم للبنان واللبنانيين اذ ان الرجل جمع في شخصه، الانسان ورجل الدولة المميز وصاحب الايادي البيضاء في المشاريع الانمائية الحيوية والانسانية التي شملت الكثيرين في مختلف المناطق اللبنانية.

والمكرم المحتفى بعطائه وصدق نياته له الفضل في تكريم الكثيرين من زعماء العالم، وهو الذي استضاف الرؤساء والوزراء محاضرين في "جامعة تافتس" التي يرعاها.

شكل فارس العضد والسند لعشرات الآلاف من الشابات والشبان طلاب العلم في لبنان وفي شتى اصقاع الدنيا، يؤازرهم فيمضون بعزيمة اقوى على تخطي الصعوبات يشقون طريقهم نحو الابداع وهم يشعرون بانهم محتضنون واقوياء بعلمهم وثقافتهم وبانسانيتهم بوقوفه الى جانبهم.

هذا ما نجح عصام فارس في دفعه الى الامام، في وعي الكثيرين، لا سيما الشباب الذين ينشدون مستقبلا افضل لهم ولبلد شجعهم فارس على التعلق به وعدم هجره، مغلبين لغة العقل والحوار والايجابية التي طالما تحدث بها ونادى لاجلها.

اوسمة وميداليات وشهادات فخرية ودروع تقديرية استحقها عصام فارس منحه اياها كبار القادة الزمنيين والروحيين في العالم اجمع. وكثيرون تحدثوا عن مزايا فارس وعن عطاءاته ومواقفه الوطنية وحبه لبلده ولمنطقته عكار التي حباها الله بنعم كثيرة. صفات والقاب كثيرة اغدقها قادة العالم على هذا الرجل حيثما حل حاملا لبنان في قلبه وعقله فكان عن حق حاملا اسم لبنان في العالم.

ولعل ما تقوم به مؤسساته في لبنان، وفي مختلف المناطق اللبنانية دونما تمييز، خير دليل الى مدى تعلقه ببلده وهو الذي آثر "الغياب بالجسد" عن هذا البلد والتزم الحياد الايجابي والوقوف على مسافة واحدة ما بين كل الافرقاء ناصحا ومرشدا ودالا الى الطريق الصواب الذي فيه خير لبنان ومنجاته مما يتخبط فيه، غير عابئ بالتفاصيل، مترفعا عن الصغائر.

يجمع الكل على تقدير عطاءات عصام فارس، من الشمال الى الجنوب ومن الجبل الى الساحل.
وقال فيه وعنه البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم خلال احتفال وضع الحجر الاساس لمعهد عصام فارس التكنولوجي في بينو – عكار: "اسأل الله ان يجعلنا مفتوحي الاعين لكي نرى الخير في هذه الدنيا.... واذا كانت لنا اعين فنحن نرى اعمال عصام فارس التي صنعها، لا تعد ولا تحصى، اينما ذهبت تسمع "هذه بصمات ابو ميشال" ان الفعل الذي يقوم به عصام فارس يحتاج الى مجلدات وجرائد واعماله مباركة فهو دائما يفعل ولا يتكلم".
واذ نورد ايضا ما قاله اخيرا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير خلال تدشين واحة عصام فارس في الديمان كأبلغ دلالة لارتقاء هذا الرجل الى اعلى مرتبة في العطاء والخدمة اذ قال غبطته: "ولا حاجة الى القول اننا نكن لدولة الرئيس فارس كل تقدير واحترام، ونسأل الله ان يكافئه مزيد عافية وتوفيق".

واذ اثنى صفير على الدور التنموي الرائد الذي تقوم به مؤسسات عصام فارس بتوجيه وترجمة لارادته في البناء والعمران، دعا الى تعميم هذه المبادرات إسهاما في انهاض لبنان، وللحد من هجرة ابنائه وافراغ ارضه. وقال: "ان اكثر ما يحتاج اليه لبنان في هذه المرحلة من تاريخه هو تضامن ابنائه على مشاريع التنمية والنهوض الاجتماعي تعزيزا للتضامن الوطني، والرهان لهذا النهوض هو على عصام فارس وامثاله. هذا المعطاء الذي يعطي وطنه ولا ينتظر من وطنه ان يعطيه".

برؤية واضحة تتحدد خيارات عصام فارس ويتحدد نهج عمل مؤسسته. انها الرؤية التي تلازم رسالة لبنان الحضارية. وبقدر ما تهدد الاخطار المتنوعة هذه الرسالة تبدو الحاجة كبيرة الى خياراته ومنه نستعير القول: "نبني لبنان، بالاستقواء بانفسنا وببعضنا، لا بالاستقواء على بعضنا وبالخارج. نبنيه، بتضافر الجهود لبناء الدولة العصرية، لا بتهديم المؤسسات والمرافق والمقامات. نبني لبنان، بالولاء الكلي المطلق له، لا بالولاء للشخص والحزب والطائفة او العائلة. نبنيه بالتفاني في الخدمة العامة، لا بطغيان الانانية والمصالح الذاتية. نبنيه ايضا بالانفتاح والمشاركة وقبول الآخر، لا بالانعزال والتفرد والتقوقع نبنيه، بالسعي الدؤوب لتعزيز دوره وحماية قيمه. لا بإضعاف مقومات وجوده والتشكيك بديمومته. نبني لبنان بتعميم ثقافة المحبة والاحترام والسلام، لا باسترداد ثقافة العنف والكراهية والتعصب.

وهو الذي قال ايضا: ان سر بقاء لبنان، هو صيغته الفذة، صيغة انسانية كونية تحمل في مكنوناتها رسالة الايمان والخلق والابداع، رسالة هي الانموذج الاصلح لاستمرار الانسانية، صيغة لطالما طرحناها من على اعلى منابر العالم بديلا لكل الكيانات العنصرية او لتلك المغلقة على نفسها... ما بالنا نجهل او نتجاهل ما نفعله بأيدينا بهذه الصيغة بقصد او بغيره، بمعرفة او بدونها.

ولطالما ناشد فارس الجميع "بألا يبخلوا بأي جهد من اجل لبنان، وبألا يخجلوا بالتصالح مع انفسهم والآخرين، وبألا يكابروا او يتكبروا على الذات وبعضهم، وبألا يبقوا اسرى مواقفهم او مواقف تملى عليهم، ففي حساب الوطن لا تودع الا الجرأة والرجولة والوطنية، اما المناورة والمواربة والخداع فمكانها مزبلة التاريخ، والتاريخ لا يرحم".

وقال: فلننتبه ونعي بكل جدية مسؤولية ان الله انعم علينا بوطن هو درة هذا الشرق، يجب ان نتعلم كيف نحافظ عليه وكل استخفاف في هذه السبيل انما هو استسهال في خسارة ثروة او وجود، فأنا كنت وسأبقى اراهن على الارادة اللبنانية المخلصة، على العقل اللبناني الخلاق، على كل لبناني اثبت حضوره وقدرته فوق كل ارض وتحت كل سماء، اراهن ولن أخسر الرهان بأن لبنان باق بقدراته الذاتية لا بقدرات مستوردة ايا كان مصدرها. املي ان يكون لبنان اكثر مناعة، محصنا بالوحدة مفعما بالمحبة ومشعلا للحرية والديموقراطية ورجائي ان يكون ذلك اليوم قبل الغد.


مشاريع

واذ نورد بعضا من مشاريع فارس الانمائية على مستوى عكار فقط، فإن في ذلك مؤشرا بسيطا الى ما قدمه للبنان في مختلف المناطق اللبنانية. ومن ابرز المشاريع التي نفذت خلال السنوات العشر الماضية:
- شق طرق رئيسية وفرعية بطول المئة كيلومتر، تم تعبيدها وتخطيطتها وتجميلها على نفقته الخاصة وقد فتحت هذه الطرق مناخا استثماريا من الوجهة الاقتصادية لابناء المنطقة شجعهم على الثبات بارضهم التي ارتفعت اسعارها بمعدلات قياسية عما كانت عليه. وشجعت الكثيرين على استصلاح الاراضي وزراعتها من جديد.
- انشاء مركز زراعي نموذجي يضم مزرعة نموذجية لتربية الابقار والاغنام والى جانبها معمل لانتاج اجود انواع الالبان والاجبان ساهمت في تأمين فرص عمل للمئات من ابناء المنطقة. ويقوم المركز بسلسلة من الندوات والبحوث الزراعية بما يخدم نمو وتطور هذا القطاع الحيوي في عكار بالتعاون مع النقابات الزراعية والمزارعين.
- وضع الحجر الاساس لمعهد عصام فارس التكنولوجي التابع لجامعة البلمند في خراج بلدة بينو من شأنها استيعاب الاف الطلاب. بالاضافة الى انشاء مبنيين جامعيين في منطقة سهل عكار مخصصين لفروع الطيران المدني والزراعة والعلوم البحرية.
- اختبار امكان توليد الطاقة الكهربائية على الهواء في سهل عكار لتأمين التيار الكهربائي الى كامل المنطقة.
- انشاء محمية طبيعية وبحيرة اصطناعية في بلدته بينو هي المحمية الخاصة الوحيدة في منطقة عكار وفيها عدد كبير من الطيور والحيوانات التي كانت في ما مضى تعيش في هذه المنطقة وقد انقرضت نسبيا.
- ترميم عدد من البيوت التراثية في بلدة بينو.
- بناء عدد من القصور البلدية والقاعات الثقافية والاجتماعية في العديد من بلدات وقرى المنطقة.
- انشاء مستوصفين صحيين في بلدتي بينو وتل عباس الغربي يؤمنان الرعاية الصحية والادوية للمرضى في مختلف قرى وبلدات المنطقة بالاضافة الى دعم وتمويل عدد من المستوصفات والمراكز الصحية في عدد من بلدات عكار.
- توفير منح جامعية سنوية لآلاف الطلاب الجامعيين وهكذا الامر بالنسبة الى الطلاب والتلامذة في مختلف المراحل التعليمية.
- بناء وتجهيز مطرانية جديدة للروم الارثوذكس في بلدة بينو.
- المساهمة في ترميم وبناء عدد من المساجد والكنائس والقاعات الملحقة في العديد من قرى وبلدات عكار.
انه غيض من فيض مشاريع لا تعد ولا تحصى وهي مشاريع عامة تنموية نفذت في مجملها حيث تدعو الحاجة ودونما تمييز ما بين منطقة واخرى او قرية واخرى.


"
كرايسز غروب"

تعتبر مجموعة الازمات الدولية المصدر العالمي الاول حالياً، المستقل والحيادي للتحليلات والمشورة التي تقدمها للحكومات، والمنظمات الدولية مثل الامم المتحدة، والاتحاد الاوروبي، والبنك الدولي، في ما يتعلق بمنع ظهور النزاعات المميتة وتسويتها عند ظهورها. وتلقى عملها الاشادة من شخصيات بينها الامين العام السابق للامم المتحدة، كوفي انان، عندما وصف المنظمة بأنها "صوت عالمي للضمير، وقوة حقيقية من اجل السلام"؛ والرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون الذي قال انها تمثل "عيون المجتمع الدولي، وآذانه، وضميره في اكثر بقاع العالم اضطراباً"، ورئيس المفوضية الاوروبية، خوسيه مانويل باروزو، الذي قال انها "صوت مؤثر وملهم في مجال منع النزاعات" ووزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر، الذي وصفها بأنها "المنظمة غير الحكومية الاولى في مجال تحليل حالات النزاع".

تأسست مجموعة الازمات في عام 1995 كمنظمة دولية غير حكومية بمبادرة من مجموعة من الشخصيات المعروفة من ضفتي الاطلسي ممن شعروا باليأس من فشل المجتمع الدولي في توقع المآسي التي حدثت في مطلع التسعينيات في الصومال، ورواندا، والبوسنة، والاستجابة لها على نحو فعّال.

يقع المقر الرئيسي لمجموعة الازمات في بروكسل، ولها مكاتب في واشنطن دي سي (حيث لها مقر كهيئة اعتبارية) ونيويورك، ومكتب اصغر في لندن، ومكاتب ارتباط في موسكو وبيجينغ. للمنظمة حالياً مكاتب اقليمية او تمثيل ميداني في ابوجا، وباكو، وبانكوك، وبيروت، وبوغوتا، والقاهرة، وكولومبيا، ودكار، ودمشق، واسلام اباد، واسطنبول، وجاكرتا، والقدس، وكابول، وكاتماندو، وكينشاسا، ونيروبي، واوغادوغو، وبورتو برنس، وبريتوريا، وسراييفو، وسول، وتبليسي، وطهران، ويعمل محللوها في اكثر من 60 بلداً ومنطقة متأثرة بالأزمات.


ميشال حلاق