تقليد فارس وسام بابوي
PrintEmail This Page
البابا فرنسيس يقلّد عصام فارس وساماً بابوياً رفيعاً
25 نيسان 2015




كلمة فارس خلال تقليده الوسام البابوي الرفيع في باريس
وبعد الصورة التذكارية ألقى فارس كلمة شكر فيها البابا فرنسيس لقيادته الكنيسة الجامعة بروح العدل والوداعة الانجيلية، وخاطب البطريرك الراعي قائلاً: خطابكم صوت لبناني صادق، أثبت للعالم ان ليس " من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب"، حملتم لبنان في ضميركم وبكل الحرص والاخلاص، ناديتم بصوت عال ليسمع أنين الوطن من له أذنان سامعتان، والمؤلم أنه عاد يسمع اليوم خطاب لبناني غير جامع وتدخلات خارجية مؤثرة، حالت كلها، دون انتخاب رئيس للبنان رمز وحدته.
وسأل: على من تقع المسؤولية؟ ، أهي على النظام اللبناني أم على الافرقاء ككل أو على بعضهم؟
ومن هو المستفيد من انهيار لبنان؟
اننا يا صاحب الغبطة، لا نزال نعوّل على هذا الجهد الذي تبذلونه على مذبح الوطن، نعاهدكم أن نبقى دوماً الى جانبكم يداً بيد، ونراهن على همّة اللبنانيين المخلصين، لنعمل سوياً على انقاذ لبنان، ليبقى لؤلؤة هذا الشرق ومنارته.

كلمة البطريرك الراعي خلال تقليده الوسام البابوي الرفيع في باريس
وردّ البطريرك الراعي بكلمة هنّأ فيها فارس الشخصية المطبوعة بروح الخدمة والانفتاح وتبني هموم الآخر وقضايا العدالة والتنمية. وقال:
يسعدني أن أعلّق على صدركم الكبير الوسام الرفيع الذي يمنحكم إياه قداسة البابا فرنسيس، وسام القديس غريغوريوس الكبير من رتبة كومندور، يضاف الى الذي قلّدكم إياه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر. إنه وسام تقدير لكم ولعائلتكم التي تحيط بكم ولمعاونيكم في مؤسساتكم، ويعتبره جميع أصدقائكم وساماً لهم.
هذا الوسام وجميع الأوسمة الرفيعة والمتنوعة التي مُنحتم إياها، أكانت من الكنيسة أو من الدولة، وهي لبنانية وفرنسية وأميركية وروسية ويونانية وقبرصية وبلغارية، وبالاضافة الى دكتورا شرف من روسيا ومن الولايات المتحدة، كلها مُنحت لكم عن استحقاق كبير لما انجزتم من أعمال، وأنشأتم من مؤسسات، وما سخيتم به من مال من أجل تعزيز التعليم الجامعي والثقافة والأبحاث العلمية وتزويد المكتبات الجامعية والمختبرات في لبنان والخارج، وفوق ذلك، والاستحقاق الاكبر بما أعطيتم لبنان على المستوى السياسي، سواء في الندوة البرلمانية لعهدين، أم في الحكومة كوزير ونائب لرئيس مجلس الوزراء في ثلاث حكومات، فكنتم المثال في ممارسة السلطتين التشريعية والتنفيذية، بعطائكم وتفانيكم وتجرّدكم وكبر نفسكم . واننا نخالكم تتألمون جداً للحالة التي وصلنا إليها من جراء سوء ممارسة هاتين السلطتين في لبنان العزيز. فلا بد من التنويه بمؤسستكم "مؤسسة فارس" في لبنان لدعم الاعمال الاجتماعية والثقافية، وتقديم منح لعشرة آلاف طالب وطالبة، ولبناء أبنية جامعية وأجنحة متخصصة ومكتبات في كل من الجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة البلمند، والجامعة الأميركية للتكنولوجيا، وجامعة سيدة اللويزة، وجامعة الحكمة، وفي العديد من المدارس الرسمية، هذا فضلاً عن إنشائكم "مؤسسة فارس للتكنولوجيا" كفرع لجامعة البلمند على أرض مساحتها مئة ألف متر مربع. وإننا في المناسبة نوّد الاعراب لكم عن الشكر العميق لسخائكم ومحبتكم الكبيرين، وقد وضعتم في تصرفنا طائرة خاصة نقلتنا من أرمينيا الى باريس، وستنقلنا حسب رغبتكم من باريس الى بيروت، بالاضافة الى استضافتنا والوفد المرافق في فندق رافاييل.
وما ان وصلنا الى باريس فاجأتمونا بسخاء جديد بتقديم مبلغ مرموق من المال مساهمة من دولتكم لشراء كرسي المطرانية في Meudon نسأل الله أن يكافئكم وعائلتكم العزيزة على هذه المبادرة وعلى كل شيء بفيض من نعمه وبركاته. ومع اهتمامكم بمؤسساتكم وشركاتكم، التي أنشأتموها في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية التي تضم سبعين ألف موظف، اعطيتم الكثير من وقتكم وذات يدكم لهيئات ومجالس ومنظمات تتشرّف بعضويتكم، نذكر من بينها شاكرين عضويتكم في رابطة قنوبين للرسالة والتراث، في وادي القديسين، التابعة للكرسي البطريركي في الديمان.
وتابع: نقيم هذا الاحتفال بفرح كبير، ولكن بغصّة خانقة بسبب الفراغ الرئاسي في لبنان، الذي يطوي اليوم بالذات شهره الحادي عشر، وبسبب ما آلت إليه البلاد من شلل وفوضى وفساد بنتيجته، كما وبسبب الحروب الدائرة في منطقة الشرق الاوسط ولاسيما في العراق وسوريا واليمن، ودائماً في فلسطين والاراضي المقدسة. وما نأسف له بالاكثر عدم اكتراث الاسرة الدولية وعدم الجدّية وفقدان الارادة الطيبة، لايجاد حلول سليمة وايقاف دوامة الحروب، والعمل المخلص لاحلال السلام العادل والشامل.
اما نحن في لبنان، فمن المعيب جداً ان لا تقوم الكتل السياسية والنيابية بأي مبادرة فعلية مسؤولة تخرج سدّة الرئاسة من أزمة فراغها القاتل للجمهورية، وللدستور والميثاق الوطني، ولكرامة وطن وشعب. فاننا من هذه الدار الوطنية نطالب الكتل السياسية والنيابية بأن تكون على مستوى المسؤولية الحقّة، وتقوم بمبادرة شجاعة متجرّدة عن أي حسابات شخصية أو فئوية تعلو على المصلحة الوطنية العليا، بالشكل الذي يليق بالوطن المفدى لبنان. وختم البطريرك الراعي مخاطباً فارس: ازاء ما نشهده في لبنان والمنطقة، وازاء الصفات المميزة التي أنعم الله عليكم بها، نقول لكم ان وطنكم لبنان بحاجة اليكم فلا تتركوه أو تنسوه في معاناته...