تصاريح
PrintEmail This Page
إطلاق اسم فارس على قاعة المؤتمرات في جامعة اللويزة
30 نيسان 2007
اقام رئيس جامعة سيدة اللويزة الاب وليد موسى ظهر اليوم احتفالاً تكريمياً لنائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس لمناسبة اطلاق اسم "عصام فارس" على قاعة المؤتمرات في الجامعة.

حضر الاحتفال النائب شامل موزايا ممثلاً النائب العماد ميشال عون والنائب عباس هاشم والنواب السابقون: مخايل الضاهر، عبد الرحمن عبد الرحمن، اسطفان الدويهي، محمد يحيى، فايز غصن والرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي سمعان ابو عبدو ممثلاً بالنائب العام الاب ايلي الحاج، ومدير عام وزارة الطاقة والمياه الدكتور فادي قمير ومدير عام صندوق المهجرين فادي عرموني ومطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المطران بولس بندلي ومطران زحلة للروم الارثوذكس اسبيريدون خوري ومحافظ الشمال وبيروت ناصيف قالوش ونقيب المحامين السابق عصام خوري ونقيب محامي الشمال السابق جورج موراني ورئيس الرابطة السريانية حبيب فرام ونائب رئيس الرابطة المارونية عبدالله بوحبيب ورؤساء بلديات عكار وكهنة الرعايا وحشد من رجال الدين والهيئات الاجتماعية والانسانية.

افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني ثم القى مدير العلاقات العامة في جامعة اللويزة الدكتور سهيل مطر كلمة اعتبر فيها ان هذا اللقاء هو لقاء مميز مع رجل مميز هو الرئيس عصام فارس مشيراً الى ان كثيرين ممن يمتهنون السياسة هم في غياب اما هو فحضور ساطع، حضر جسداً ام غاب.
وبعد ان حدد مطر مفهوم السياسة في الوقت الراهن اكد ان عصام فارس اقدَم من دون كبرياء فكان نائباً ووزيراً ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ما انحاز ولا نافق ولا ارتزق، بل جعل من مكتبه الخاص مكتباً للتخطيط والدراسة ووضع التصاميم لبناء وطن الحرية والجمال. ما باع واشترى، بل جعل امواله في خدمة الناس، ولا سيما المنطقة المحرومة من شمالي لبنان، دون ان يفرق بين طائفة وأخرى او بين بلدة وبلدة.
وقال مطر: يسقط الرئيس رفيق الحريري شهيداً، يشعر عصام فارس ان قمة سقطت وان زلزالاً حدث. أبَعد من اغتيال الشخص رأى محاولة لاغتيال الوطن، من وكيف؟ حاول ان يستدرك الخراب، سعى بما يملك الى توعية الآخرين وايقاط الغافلين ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
وانهى مطر كلمته داعياً الرئيس فارس للعودة الى ارض الوطن لأنه "ان غبت انت وامثالك، فالفاسدون والوصوليون وتجار السياسة لن يغضبوا، بل يستريحون اكثر. غيابك لا يزعجهم ولكنه يوجعنا.

الاب موسى
ثم كانت كلمة رئيس جامعة سيدة اللويزة الاب وليد موسى الذي عبّر فيها عن سعادته لأن قاعة المؤتمرات ستحمل اسم سيد كريم رائد وعلم من اعلام لبنان ساهم في اعمارها لكنه سيساهم اكثر من خلال اسمه في اشعاعها واحتوائها لأهل الفكر والثقافة.
وقال موسى نحن سعداء في الرهبانية المارونية المريمية لأن هذا الارثوذكسي المستقيم الرأي ما ميّز يوماً في عطاءاته ولا فرّق.
ثم تحدث موسى عن اول لقاء للجامعة مع فارس عام 2000 وعن كلمته المميزة في احتفال التخرج والذي شدد فيها على ان لا طائفية تفرّق ولا مذهبية تباعد ولا مصالح شخصية تتقدم على مصلحة الوطن.
واشار الى ان هذه هي مبادئ عصام فارس وعقيدته وهو فعل ايمان بلبنان. واوضح لقد بقينا على تواصل وتعاون وكانت هذه القاعة التي قررنا ان نطلق عليها اسم "عصام فارس" وفاءً له وتقديراً لكفاءاته وايماناً منه بأن "لا يضاء مشعال ويوضع تحت مكيال".
وشكر الاب موسى الرئيس فارس مؤكداً على ان اجمل الايام ستكون يوم عودتك وحضورك الى هذه القاعة، يومها سنشعر ان الاضاءة ستكون اكثر حرارة ومحبة.
وختم: نحن في الانتظار لنكون معاً على هذا المنبر واملنا ان لا يتأخر الموعد وثق ان لك في هذا الجامعة، لا قاعة فحسب بل قلوب تحبك.

فارس
ثم كانت كلمة الرئيس عصام فارس القاها ممثله مدير عام مؤسسة فارس العميد وليم مجلي وجاء فيها:
لقد أولاني دولة الرئيس عصام فارس شرف تمثيله في هذا الاحتفال لأنقل إليكم أطيب تحياته وأجمل تمنياته، وإلقاء كلمته في هذه المناسبة.
مبروك للجامعة مبروك للرهبنة المارونية المريمية، فبإرادتكما معاً غدت الجامعة خلال عقدين من الزمن صرحاً تربوياً شامخاً ومنارة يباهى بها للعلم والمعرفة، بهذا التصميم على العمل وبتضافر قوى الخير نحن معكم لنبني لبنان.
نبني لبنان، بالخلق والابداع، لا بالجهل والتخلف.
نبنيه، بالحفاظ عليه مقرا لحوار الاديان والحضارات والاثنيات، لا بجعله مسرحاً لتصفية حسابات الغير او مرتعاً للاجرام.
نبني لبنان، بالتقوي بأنفسنا وببعضنا، لا بالاستقواء على بعضنا وبالخارج.
نبنيه،بتضافر الجهود لبناء الدولة العصرية، لا بتهديم المؤسسات والمرافق والمقامات.
نبني لبنان،بالولاء الكلي المطلق له، لا بالولاء للشخص والحزب والطائفة أو العائلة.
نبنيه ،بالتفاني في الخدمة العامة، لا بطغيان الأنانية والمصالح الذاتية.
نبني لبنان،بالانفتاح والمشاركة وقبول الآخر، لا بالانعزال والتفرد والتقوقع.
نبنيه،بالسعي الدؤوب لتعزيز دوره وحماية قيمه، لا بإضعاف مقومات وجوده والتشكيك بديمومته.
نبني لبنان،بتعميم ثقافة المحبة والاحترام والسلام، لا باسترداد ثقافة العنف والكراهية والتعصب.
وأضاف: إن سر بقاء لبنان، هو صيغته الفذة، صيغة إنسانية كونية تحمل في مكنوناتها رسالة الإيمان والخلق والإبداع، رسالة هي الأنموذج الأصلح لاستمرار الانسانية، صيغة لطالما طرحناها من على أعلى منابر العالم بديلاً لكل الكيانات العنصرية أو لتلك المغلقة على نفسها...
ما بالنا نجهل أو نتجاهل ما نفعله بأيدينا بهذه الصيغة بقصد أو بغيره، بمعرفة أو بدونها، ألا يخطر ببالنا أن نسأل لماذا كل هذا الإهتمام العالمي بتفاصيل يومياتنا، وهل يعتقدن أحد أن هذا الولع بنا، هو طمع بثروتنا المادية الدفينة وعن أي ثروة يبحثون؟ أم أن في ذلك هلعاً أو خوفاً من الانهيار أو فرحاً أو ترقباً لحصوله، فأين نحن من هذا الخوف والفرح أوليس واقعاً القول أنهم منهمكون بهذا اللبنان بعضهم لينهشه والبعض الآخر لينعشه؟ فهل ننتظر نتائج ما يضمرون؟؟
كأننا أيها السادة نتفرج على مسرحية الموت، فالهيكل يكاد يحترق وعيوننا ببرودة توزع النظرات على موقع تقنصه أو موضع تعصره أو بيدر تحصده،
إنها لعبة الصغار في موطن الكبار فحذار من عواقبها والشعب واحد والمصير واحد أحد،
وقال: هذه هي المناسبة العلنية الأولى التي أتكلم فيها منذ سنتين، أقول العلنية لأنني لم أبتعد يوماً عن أهلي وأبناء منطقتي والوطن، بل كنت ولا أزال حاضراً في أفراحهم والأتراح أتفاعل مع آلامهم، أحمل عنهم شيئاً من قساوتها، فأنا ما كنت في مواكبتي لما يجري في الوطن ألعن الظلمة بل كنت أسعى لإضاءة شمعة على مفارق الوطن، وإن ابتعدت في الجسد إنما لأبعد عن ناظريّ مشاهد سوداء وممارسات تتكرر في المناسبات والاستحقاقات في كلها استغباء للبشر واستغلال للدين والمذهب وهذه ليست تربيتي ولا هي ثقافتي، فكيف لعينيّ أن تشهد ما يخدشها ويجرح مآقيها والقلب والوجدان،
إنني أستغل هذه المناسبة لأدعو جميع القيادات والقوى السياسية على اختلاف الميول والمشارب والاهواء، أن ينفضوا الغبار الأسود عن براءة أصالتهم ويقفوا وقفة وجدانية مع الذات وللتاريخ، ويتنبهوا أن القبول بما يجري في وطنهم مقامرة بل مغامرة لا ربح فيها لأحد وإن كل تلكؤ أو تأخر في رفض هذا الواقع المترنح منذ فترة إنما هو تفرج مقيت على احتضار الوطن وهو أيضاً تخلٍ عنه وعن الهوية فأناشدهم بقوة بألا يبخلوا بأي جهد من أجل لبنان،
أناشدهم ألا يخجلوا بالتصالح مع أنفسهم والآخرين، أناشدهم ألا يكابروا أو يتكبروا على الذات وعلى بعضهم، أناشدهم ألا يبقوا أسرى مواقفهم أو مواقف تملى عليهم، ففي حساب الوطن لا تودع إلا الجرأة والرجولة والوطنية، أما المناورة والمواربة والخداع فمكانها مزبلة التاريخ، والتاريخ لا يرحم ولبنان أصبح على مشارف هوة سحيقة إن بلغها لا سمح الله فلن يبقى لأي منهم كرسي أو لقب أو موقع أو حصة بل يبقى للجميع بالتساوي خيم متحركة مرمية في صحارى العالم حيث لا ينفع البكاء ولا صرير الاسنان.
فلننتبه ونعي بكل جدية مسؤولية أن الله أنعم علينا بوطن هو درة هذا الشرق، يجب أن نتعلم كيف نحافظ عليه وكل استخفاف في هذه السبيل إنما هو استسهال في خسارة ثروة او وجود، فأنا كنت وسأبقى أراهن على الإرادة اللبنانية المخلصة، على العقل اللبناني الخلاّق، على كل لبناني أثبت حضوره وقدرته فوق كل أرض وتحت كل سماء، أراهن ولن أخسر الرهان بأن لبنان باق بقدراته الذاتية لا بقدرات مستوردة أي كان مصدرها.
أملي أن تزول الحرقة وتنتهي الفرقة ونعود لنتسابق معاً في بناء لبنان جديد أكثر مناعة محصناً بالوحدة مفعماً بالمحبة ومشعلاً للحرية والديمقراطية ورجائي أن يكون ذلك غداً وليس بعده.
وبالنهاية تهنئتي ومحبتي لجامعة سيدة اللويزة والى المزيد من الإنجازات والعطاء.
عشتم، عاشت الجامعة وعاش لبنان.

بعد ذلك قدم الاب موسى درعاً تكريمية للرئيس فارس باسم جامعة اللويزة تسلمها العميد مجلي ورفعت على حائط القاعة لافتة كُتب عليها: "عصام فارس، شكراً لك نحن في الانتظار، عد الى لبنان". ثم توجه الجميع الى مدخل القاعة حيث رفعت الستارة عن اللوحة التذكارية للقاعة. وتناول الجميع نخب المناسبة.