مقابلات
PrintEmail This Page
مقابلة مع قناة ال CNN
14 شباط 2005
أجوبة نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس
على اسئلة قناة ال CNN

* ما هي بنظركم تداعيات خسارة رفيق الحريري على المشهد السياسي في لبنان؟

شكراً ميكل، انها خسارة جسيمة، خسارة كبيرة للبنان وخسارة كبيرة للمنطقة وخسارة كبيرة للعالم كله. لقد كان رفيق الحريري احد ابرز العاملين لوقف الحرب في لبنان، وهو الذي واكب مسيرة اتفاق الطائف وهو رائد اعادة بناء لبنان.
لقد عرفته منذ منتصف حياتي الى اليوم وشاركنا معاً في العمل السياسي داخل مجلس الوزراء لنحو أربع سنوات وفي البرلمان حوالي الثماني سنوات. غيابه خسارة كبيرة.
انها مؤامرة على لبنان- وليس فقط على رفيق الحريري، وعلى المنطقة وعلى كل انسان ناجح في هذه الحياة يطمح لخدمة بلده.

* قل لي شيئاً: من هو المستفيد من اغتياله؟

الوقت سيظهر ذلك- الوقت سيظهر ذلك. انها من المبكر جداً تكوين حكم حول الموضوع، ولكن لا بد للأصبع ان يشير الى المستفيد من هذا الجرم.

* لقد سرت إشاعات حول تورط سوري. سوريا تنفي ذلك ما هو شعورك ازاء ذلك؟ وما هو تعليقك على الرواية حول هذا التورط التي بدأت بالتداول؟

استغرب هذه الاتهامات. الرئيس رفيق الحريري كان دوماً حليفاً لسوريا. وهو طالما اعلن في السر والعلن تأييده للسياسة السورية. الحريري حليف كبير لسوريا وسوريا كانت تحذره من مؤامرات تهدف الى زعزعة استقرار البلاد ونحن كذلك فعلنا. وعندما كنت في الأمم المتحدة رئيساً لوفد لبنان، كان لي مقابلة مع الـ CNN، ليس معك ميكل تحديداً، وحذرت من مؤامرات على لبنان.

* في الحديث عن خسارة لبنان برفيق الحريري، هناك كلام حول خوف من تجدد الحرب الأهلية، هل من منظارك، ثمة تخوف حقيقي؟

لقد اجتمع بعد ظهر اليوم- المجلس العسكري الأعلى وحضرت الاجتماع، وعقد مجلس الوزراء اجتماعاً طارئاً وكنت كذلك حاضراً، واتخذت اجراءات مهمة.
مرت بلادي بمعاناة هائلة، وقاسينا الكثير، وهناك وعي لدى كل واحد منا بأن لا عودة الى الحرب. مع الأسف نحن الآن على مشارف الانتخابات البرلمانية، والانتخابات في كل بلدان العالم تولّد مشاكل. لقد اتخذت الحكومة بعض الاجراءات الضرورية وشكلت لجنة عالية المستوى برئاستي للقيام بكل ما هو ممكن للحؤول دون اية نتائج سلبية يمكن ان يسببها اغتيال الرئيس الحريري.

* كان يتخذ احتياطات امنية فائقة العادة، وعندما انذر بأن حياته مهددة، تخوف هو نفسه، ممن كان خائفاً؟

انت تعرف ان كل سياسي يتخذ احياناً مثل هذه الاحتياطات وخصوصاً عندما يمكنه ذلك. ولكن ليس من الضروري ان يخشى شيئاً معيناً ولكن الحريري كان دوماً قلقاً من عدم الاستقرار في بلده. انه شخصية عالمية، وهو رائد اعادة اعمار لبنان، وان اي مؤامرة على لبنان يكون هو فيها اول المستهدفين.
ان المنطقة بأسرها في اضطراب وهيجان كما تعلم ولكننا في لبنان كنا فخورين بالاستقرار وباشاعة حكم النظام والقانون وفي هذا العام استعدنا الى حد ما استقرارنا النقدي، واننا نباهي الآن بأننا من أكثر البلدان امانا وطمأنينة ليس فقط في المنطقة بل في العالم ايضاً. ولكن للأسف، انت تعلم بأننا كنا عرضة لمؤامرات ولكن لحسن الحظ فان اللبنانيين اليوم، ومعهم كل المنطقة، مدركون اننا لا نستطيع ان نتحمل المزيد من المآسي.